أما عن تسميتها فقيل إن سبب تسميتها بهذا الاسم تكررت نسبة لوقت الضحى لأنه هو الوقت المشروع لبداية الأضحية.
وقد أجمع العلماء على أهمية الأضحية وأن لها منزلة كبيرة وشأن في الإسلام، وورد في شأنها آيات وأحاديث تدل على وعظم مكانتها في الدين الإسلامي، وقال ابن قدامة: "أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية" وقال ابن حجر "ولا خلاف في كونها من شرائع الدين"، وقال النووي: "التضحية سنة مؤكدة، وشعار ظاهر ينبغي لمن قدر أن يحافظ عليها" وقال الغزالي: "الضحايا من الشعائر والسنن المؤكدة".
وبذلك تتبين أهمية الأضحية كطقس ديني فى الإسلام فضلا عن كونها ذات أهمية اجتماعية كبرى فإطعام اليتيم منها واجب والسائلين وأبناء السبيل ومن يستحقون الصدقات ويشترط لدى الحنابلة والشافعية التصدق ببعض لحمها وهو نيء.
ومن الأحاديث النبوية التي دلت على مشروعية الأضحية حديث أنس بن مالك قال: "ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا"، وعن عبد الله بن عمر قال: "أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي" وعن البراء بن عازب أن النبي قال: "مَنْ ضَحَّى قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ"، وعن عقبة بن عامر قال: "قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ضَحَايَا، فَصَارَتْ لِعُقْبَةَ جَذَعَةٌ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَارَتْ لِي جَذَعَةٌ، قَالَ: "ضَحِّ بِهَا".
فإن الأعياد في الإسلام قد حددتها الشريعة الإسلامية على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو داود في سننه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر. وروى الترمذي وأبو داود عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله سبحانه وتعالى بهما خيراً منهما: يوم الفطر والأضحى.
ففي هذا الحديث دليل على أن العيد يومان يوم للفطر ويوم للأضحى، ويلحق بالأضحى أيام التشريق؛ لحديث: يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام. رواه الترمذي وصححه.
قال الشوكاني: فيه دليل على أن بقية أيام التشريق التي بعد يوم النحر أيام عيد. اهـ
وأيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم (النحر) جاء في المنتقى شرح الموطأ: وأما أيام التشريق فهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر.
هذا وقد جاءت الأحاديث الدالة على أن إظهار السرور والفرح مندوب. وللعيد مغزى ودلالات في الإسلام منها: أنه ارتبط بالمواسم الدينية، فعيد الفطر مرتبط بانتهاء صيام رمضان، وعيد الأضحى مرتبط بموسم الحج، ويأتي عقب يوم عرفة.
فعيد الفطر ارتبط بانتهاء صيام رمضان، ورمضان هو الذي أُنزِل فيه القرآن، والقرآن هو المنهج الإلهي الذي حدَّد اللهُ فيه معالمَ الطريق السوي لقيام هذه الأمة، فناسب أن يُتخَذ اليومُ الذي يلي ذلك الشهر يوم عيد، تعبيراً عن الشكر له سبحانه على ما أنعم به علينا من إنزال القرآن الكريم في ذلك الشهر، وشكراً له سبحانه على توفيقه لنا أنْ التزمنا بأوامره واجتنبنا نواهيه، وتزكية لنفوسنا وتذكيراً لها بنعم الله عليها.
وكذلك الحال في عيد الأضحى؛ فإنه يُذكّرنا بيوم إكمال النّعمة وإتمامها؛ لأنه يجيء بعد اليوم الذي أَنزل الله فيه على نبيه صلى الله عليه وسلّم الإعلان بإكمال الدين، وإتمام النعمة، وارتضاء الإسلام لنا ديناً، حينما أنزل على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم في يوم عرفة من السنة العاشرة للهجرة، وهو يقود موكب الحج الأعظم قوله سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً. {المائدة: 3}.
وحُقَّ لنا أن نحتفل كل عام بيوم الابتداء ويوم الانتهاء باتخاذهما عيدين: الأول عيد الفطر، والآخر عيد الأضحى.
مصدر الخبر: إدارة البوابة الإلكترونية
تاريخ الخبر : 7/6/2024