الرئيسية > كيانات المحافظة > مديريات > التنظيم والإدارة > البحوث
البحوث
إعداد وتمكين الشباب.. لشغل الوظائف القيادية 

إعداد  كوادر الصف الثانى من الشباب

 

كانت ولاتزال قضية اعداد كوادر الصف الثانى من الشباب، احدى قضايا الإدارة واهتمامات القائمين على شئون الإصلاح والتطوير الإدارى على مستوى جميع المنظمات، فالعنصر البشرى هو أهم عناصر الإنتاج وأداء الخدمات، فهو غاية التنمية ووسيلتها، ولم يخل أى برنامج للإصلاح والتطوير من تناول البعد الخاص بتنمية الموارد البشرية من الشباب، ذلك لأن الإنسان هو العنصر الحاسم والفعال فى نجاح برامج التنمية، بما يملكه من فكر جديد متطور، ومعرفة، وقدرة على الابتكار والتطوير، ولقد تأكد هذا الفكر بصدور قرار الرئيس بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب.

 

ولعل الاهتمام بقضية إعداد قيادات الصف الثانى، إنما يرجع إلى أن التغيير هو سمة الحياة، والإحلال والتجديد هما أبرز الآثار المترتبة على التغيير المستمر، ويحتل هذا الموضوع أهمية كبيرة على مستوى إدارة الموارد البشرية وفقا لما يلى: -

 .1 إن حركة المجتمع الوظيفى لا تعرف التوقف، ولا يسودها الثبات، ومن الضرورى وجود صف ثان لشغل المراكز القيادية لمواجهة أحوال الضرورة الناشئة عن الفراغ الذى يحدثه القائد الإدارى لأسباب متعددة، منها الحصول على الإجازات، أو عند القيام بمهام مأموريات مصلحية داخليا أو خارجيا، وكذا لمواجهة متطلبات الإحلال والتجديد عند خلو المنصب القيادى بالإحالة إلى التقاعد أو لترك الخدمة لأى سبب من الأسباب.

 .2تستلزم ضرورات التحديث والتطوير للمنظمات المختلفة الاستفادة من علوم العصر الحديث ومواكبة متغيراته، وتوظيف المفاهيم العلمية الحديثة القائمة على توظيف تكنولوجيا المعلومات وما تستلزمه عملية صناعة واتخاذ القرارات من إعداد كواد تكون قادرة على التعامل مع علوم العصر وتطبيقاته العلمية المتقدمة.

. 3 أصبح من قبل المبادىء المستقرة أن عملية تكوين القائد الإدارى يتطلب البدء بها مبكرا، لأنها تحتاج إلى مراحل متعددة تشمل: عملية الاختيار، والاعداد والتأهيل لقيادات الإدارة الوسطى لشغل الوظائف القيادية الأعلى.

4 . وعلى هذا النحو تتأكد جهود الدولة فى هذا الاتجاه ومساعيها المتعددة، وفى مقدمتها دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الاهتمام بالشباب، وإتاحة الفرصة أمامهم للإسهام والمشاركة فى قضايا العمل الوطنى، وتمكين العناصر المتميزة منهم فى تبوؤ المراكز القيادية فى كل وحدات الجهاز الإدارى للدولة. ولا شك أن هذا التوجه كأحد معالم التغيير إنما يعد ضرورة ملحة تتطلب توافر المعايير والضمانات اللازمة الكفيلة بنجاحه، وتحقيق أهدافه.. ذلك لأن الأمر لم يتعلق بمجرد دفع الشباب لتقلد الوظائف القيادية فحسب.. لكن المقصود هو الاستفادة بطاقات الشباب وقدراتهم وما يتوافر لدى البعض منهم من قدرات علمية متميزة ومهارات قيادية فائقة. ومن ثم فإن إعداد كوادر الصف الثانى من شباب جيل الوسط تتطلب لكى يتحقق لها النجاح ضرورة تزويد هذه الكوادر بالمعارف والمعلومات التى تتلاءم مع مقتضيات ومتطلبات العصر الجديد.. عصر التقدم والثورة التكنولوجية الهائلة، وبما شهده عالم اليوم من انتهاج المنظمة الاقتصاد الحر، وإعمال آليات السوق، والتوجه نحو تحرير التجارة الدولية، وفتح الأسواق على مصراعيها، واشتداد المنافسة فى أسواق ودوائر الأعمال المختلفة.

تلك هى المتطلبات الأساسية التى نرى ضرورة إعطائها الأولوية فى الاهتمام تخطيطا وتنفيذا ومتابعة عند الحديث عن قيادات الصف الثانى وإعداد جيل الوسط ليكون قادرا على مواجهة مناخ جديد تسود فيه متغيرات اقتصادية واجتماعية وتكنولوجية متلاحقة، مما يتطلب معه ضرورة الإعداد والتأهيل الجيد لتلك الكوادر لكى تكون قادرة على مواكبة هذا العصر وتحدياته المتلاحقة.

مصدر النشر : جريدة الأهرام

تاريخ النشر : 31/12/2018

 

 

 
عودة الى الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية | عن الموقع | اتصل بنا | اتصل بمدير الموقع

© جميع الحقوق محفوظة لوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري