من وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم- قوله "لا تغضب.. لا تغضب... لا تغضب" إلا أننا نلاحظ زيادة الغضب بين الصائمين ويرجع ذلك إلى عدم الالتزام بالقواعد الصحية والآداب الشرعية فى الصوم.
نصح الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بطب المنصورة، قائلا يجب أن يحرص الصائم على أن تبقى حياته طبيعية أثناء شهر رمضان، وأن يتجنب كثرة السهر وعدم الإكثار من الأكل الدسم فى الليل، لأن الدراسات أثبتت أن فى أغلب الحالات النوم متأخراً أو متقطعاً أو قلة النوم يؤثر على وضع هؤلاء الأشخاص النفسية فى نهار رمضان.
وأشار إلى أن إدمان القهوة والشاى والنيكوتين فى الأيام العادية يؤدى لظهور الأعراض الانسحابية خلال نهار شهر رمضان، ومنها القلق والتوتر والانفعال، لذا ينصح أن يتم تقليل القهوة حتى تصبح كوبا واحدا يوميا، وأن يتأخر موعد تناوله يوميا بالقرب من موعد الغروب، وذلك قبل رمضان.
أما بالنسبة للتدخين، فإن قدوم شهر الصيام والاضطرار إلى الامتناع عن التدخين على مدى ساعات النهار هى فرصة للمدخنين الراغبين فى الإقلاع لاتخاذ قرار التوقف نهائياً عن التدخين والإدمان، فمن أصعب المشكلات التى تواجه الأطباء النفسيين لتحقيق نتيجة إيجابية فى علاج الإدمان أو التدخين هو أن يتحلى المريض بإرادة قوية، والتى تزداد من فرصته فى الإقلاع عن المخدرات مع صيام رمضان، فالصيام تقوية للإرادة المتدنية لدى المدمنين و المدخنين، وقبولهم تحدى الامتناع عن الطعام والشراب خلال نهار رمضان يسهم فى تقوية إرادتهم ومقاومتهم لإلحاح تعاطى مواد الإدمان المختلفة- وهل يمكن أن تمنع نفسك عن الأكل والشراب طمعا فى الثواب وأول شى تفعله بعد الإفطار هى المعصية بتعاطى المخدرات والتدخين؟.
وقال دكتور عادل، قد نجد بعض الناس خلال صيامهم فى رمضان، ينفعلون ويغضبون لأقل حدث أو حتى بدون سبب، مشيرا إلى أن خطورة ذلك ترجع إلى أن الانفعال يصاحبه أعراضا جسدية مثل احمرار الوجه وزيادة ضربات القلب وترتعش العضلات وتنتفض بقوة المفاصل ويحدث ذلك بسبب إفراز هرمون الأدرنالين بكثرة، مما يعمل على ارتفاع ضغط الدم ويسبب الصداع، وقد يؤدى إلى نوبات قلبية عند المرضى بتصلب الشرايين أو أمراض القلب، وزيادة نسبة الأدرينالين يؤدى إلى استهلاك الكثير من الطاقة المخزنة بالجسم ويزيد من الهبوط والدوخة.
كما أن زيادة إفراز الأدرينالين يزيد من فقدان الماء بالجسم عن طريق العرق، أو زيادة إفراز البول، لذا يمكن القول إن الصوم فيه كثير من الخير وتحسين من حالتنا النفسية، وتصليح من عادتنا المكتسبة الخاطئة، ولكن إساءة اتباع التعاليم تؤدى إلى العصبية والصداع والألم.