أعلنت دراسة حديثة أجراها أحد العلماء بجامعة يورك في ولاية ويلز، أنَّ قلم الرصاص يقتل لدى الطفل الإبداع والإرادة ويضعف الثقة لديه؛ وذلك لأنه يتيح له التراجع إذا أخطأ، وهذا بحد ذاته تعويد غير مباشر على التردد، حيث أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية أكثر ما يتعلمونه بالمحاكاة، فهم يقلدون كل ما يشاهدونه أمامهم، ويترسخ ذلك في العقل الباطن لديهم، فينشأ لديهم التردد وقلة الإرادة.
وأشار خبير تعديل سلوك الأطفال، الدكتور سامي الأنصاري إلى أنه من خلال الرسم يمر الطفل في مراحل تطوره المتكامل إلى جانب نموه في عدد من الجوانب، منها النمو الحركي الجسماني الذي ينحصر في البداية في العضلات الكبيرة، لكنه مع التمرين يسيطر على عضلاته الصغيرة، إذ لابد من الاهتمام بتزويده بمهارات تتطلب نمو العضلات الدقيقة كمسك القلم، وهذا ما أكده العالم ستانلي هول.
وعندما نعود أطفالنا على الكتابة بالقلم الحبر أو الملون وغيرهما فنحن ننمي فيهم الإرادة والإقدام وعدم التردد وزيادة الثقة؛ لأن الطفل يعلم أنه إذا أخطأ فليست لديه ممحاة ما يجعله يتقن، فتزيد بذلك ثقته في نفسه.
وفي دراسة أجريت على فئة من طلاب الصفوف الأولية ممن تعودوا على الكتابة بالأقلام الملونة، وفئة أخرى ممن تعودوا على الكتابة بقلم الرصاص، تبين أنَّ 85% ممن تعودوا على الكتابة بالقلم الملون هم أكثر نضوجًا وإرادة وثقة من غيرهم، الذين تعودوا على الكتابة بقلم الرصاص. لذا، فإن إطلاق العنان للطفل في استخدام ما يحلو له من أقلام من دون تحديد القلم الرصاص هو أحد الأذرع القوية التي ستلعب دورًا في تقويم هذه الثقة وعدم التردد.