كشفت دراسة كندية حديثة، أن الأطفال الصغار يمكنهم تحديد ما إذا كان آباؤهم يظهرون مشاعرهم الحقيقية من عدمه منذ سن مبكرة للغاية تصل إلى 18 شهرا.
وقال القائمون على الدراسة من جامعة كونكورديا إن "الصغار قادرون على فهم الشخص الجالس أمامهم عندما لا تتفق المشاعر التى يظهرها على وجهه مع الحدث الذى يمر به، كإظهار الشخص البالغ على سبيل المثال لمشاعر الحزن عند إعطائه هدية يحبها.
وأشار الباحثون وفقا لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إلى أن دراستهم أظهرت أنه حتى الأطفال الصغار جدا الذين تبلغ أعمارهم 18 شهرا لا يمكن خداعهم لتصديق أن موقفا مؤلما تنتج عنه مشاعر الفرح أو العكس.
وأضافوا أن البالغين يحاولون فى الغالب عدم إظهار الحزن أمام الأطفال من خلال إظهار مشاعر الفرح على وجوههم عقب المرور بأية تجربة سلبية، أو مؤلمة، لكن الأطفال يفهمون الحقيقة منذ عمر 18 شهرا، ويكون باستطاعتهم بشكل ضمنى فهم طبيعة المشاعر التى تتفق مع تلك المواقف.
وشملت الدراسة 92 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 15 و18 شهرا شاهدوا ممثلا يمر بمواقف مختلفة أظهر فيها مشاعر على وجهه لا تعكس حقيقة الموقف، فعلى سبيل المثال ظهرت مشاعر الحزن على وجه الممثل رغم حصوله على هدية أعجبته، بينما فى موقف آخر تطابقت مشاعر حزنه التى أظهرها مع الموقف وهو جرحه لإصبعه.
ووجد الباحثون أنه فى عمر 15 شهرا لم تكن ردود فعل الأطفال تختلف كثيرا حيال مشاعر الممثل، فقد أظهروا تعاطفا من خلال ملامح وجوههم مع جميع وجوه الممثل الحزينة، وهو مؤشر على أن فهم الرابط بين تعبيرات الوجه وموقف معين هى قدرة لم تتطور بعد فى هذا العمر.
غير أن الأطفال فى سن 18 شهرا فهموا بشكل واضح عندما لم تتطابق تعبيرات وجه الممثل مع ما حدث له من مواقف، فقد ظلوا وقتا أطول ينظرون فى وجهه ثم أظهروا تعاطفا تجاهه فقط عندما تطابقت مشاعره الحزينة مع ما مر به فعليا من مواقف مؤلمة.