من الأمراض التي تشكل صعوبات وتأثيرات نفسية لدى الكثير من الأهالي، هو مرض التوحد؛ حيث يكون فيه الطفل في عالم منعزل عن الآخرين، وبالتالي صعوبة التعامل معه من قبل الأهل، وللتخفيف من حدة أعراض هذا المرض، أظهرت دراسة طبية حديثة أن الحمام الساخن يساعد على ذلك، بعدما وجد العلماء أن الجلوس في الماء الساخن لمدة نصف ساعة يجعل الطفل المتوحد أكثر استعداداً للتفاعل الاجتماعي وأقل عرضة لتكرار أعراض المرض.
والجدير بالذكر أن علاج مرض التوحد لا يزال يعتمد على العلاج النفسي والسلوكي، لكن لم يتوصل الأطباء بعد إلى علاج شاف وطبي يساعد في السيطرة على السلوكيات العدوانية أو النشاط المفرط، هذا وشملت الدراسة التي أجراها علماء من كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك تجربتين: الأولى على الأطفال والثانية على البالغين، إذ طلب العلماء من 10 أطفال مصابين بالتوحد الجلوس في حمامين تختلف درجة حرارة الماء في كل منهما، ثم عملوا على تقييم سلوكياتهم.
وأظهرت النتائج أن الجلوس في ماء ساخنة بدرجة 39 مئوية لمدة نصف ساعة أدى إلى تحسن ملحوظ في القدرة على التواصل الاجتماعي وانخفاض معدل السلوك المتكرر. ووجد العلماء أن الجلوس في حمام بارد تبلغ حرارته درجتين أو 3 درجات لم يؤدي إلى أي اختلاف في السلوك. أما لدى البالغين، فركزت التجربة الثانية على الجهاز المناعي وقدرة الديدان الطفيلية على تهدئته، وعلى الرغم من غرابة الدراسة، قام 10 أشخاص من البالغين بابتلاع بيض الديدان كل أسبوعين لمدة 6 أسابيع.
ووجد العلماء أنه بعد تلقي علاج الديدان الطفيلية كانت المجموعة أكثر انفتاحاً على التجارب الجديدة ويعتقد أن الديدان تطلق مواد كيميائية تساعد على تهدئة النشاط المفرط للنظام المناعي.
عدد ديسمبر 2013