بدأ علماء وأكاديميون من مختلف أنحاء العالم المشاركة في "المؤتمر العالمي الثامن للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة"، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، وذلك بالتعاون مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
.
وانطلق المؤتمر الأحد الماضي بمشاركة علماء ورجال دين من مختلف الأديان، قدموا من دول عدة، من أجل الوقوف على البحوث العلمية في مجال الإعجاز العلمي الذي ورد في القرآن وفي السنة
.
وبحث المؤتمر في إطار سلسلة فعاليات تستهدف مناقشة المفاهيم العلمية التي نزلت وحياً في القرآن الكريم منذ حوالي ألف وخمسمائة عام، وتم تأيـيدها وتـثبـيتها بفضل الأبحاث العلمية الحديثة. وسيقوم 300 عالِـم بمناقشة المكتـشفات العلمية المذكورة في القرآن الكريم وفي السنـّة، وستكون من أبرز القضايا المطروحة للنقاش مسألة تكـوّن الجو المحيط، والنمو الجنيني، باعتبارهما يشكلان اليوم أساس العلوم المتداولة التي تثير اهتمام العالم المعاصر
.
ويهدف منظمو المؤتمر إلى توعية علماء الغرب بالعلوم الواردة في القرآن والسنة وإلى تشجيعهم على إجراء المزيد من البحوث العلمية على أساس هذه المكتـشفات. كما يأمل المؤتمر بتسليط الضوء على المآثر العديدة التي يمكن أن تـقدمها التعاليم والقيم الإسلامية إلى العالم الحديث
.
وفي سعيهم للمشاركة في اقـتـناء المآثر التي قدمتها الاكتشافات القرآنية إلى عالمنا الحديث، سوف يعرض العلماء والأكاديميون دراساتٍ وأبحاثـاً تـناقش أربعة مواضيع رئيسية تشمل الطب والعلوم الأحيائية، وعلوم الفلك والفضاء، والعلوم الجيولوجية والبحرية، والعلوم الاجتماعية
.
ووفق وكالة قدس برس سيكون من بـين الدراسات والأبحاث العديدة المثيرة للاهتمام والتي سيتم تـقديمها في المؤتمر، قضية الطب والعلوم الأحيائية، وسيتم تناول فيها قضية الأمراض المنقولة عبر الجنس، لا سيما مخاطر الزنا ويجرّه على أصحابه من ويلات المرض والموت الزؤام. ويثير المؤتمر كيف أن أبحاث علماء الأحياء المجهرية بينت خلال القرنين الماضيـين بأن بعض الجراثيم البكتيرية والميكروبات والفيروسات لا تـنـتـقل إلا عبر العلاقات الجنسية مع أكثر من شخص واحد
.
كذلك يعرض المؤتمر إلى مسألة الحجر الصحي، الذي يعد اكتشاف نبويّ، إذ حذر النبي الكريم محمد ثلى الله عليه وسلم بأن على المرء أن يتجنب دخول المناطق التي يوجد فيها مرض الطاعون. وإذا كان المرء داخل منطقة انـتشر فيها الوباء، ينبغي عليه ألا يغادرها. والعلوم الحديثة تدرك اليوم الطرق
والوسائل التي تـتكاثر عبرها الجراثيم والكائنات المجهرية، كما تدرك الأمراض التي تـنجم عنها. وقد ثبت للعلماء أن الأشخاص الأصحاء الذين لا يشعرون بأعراض مرَضية في مناطق انـتشار الطاعون هم بالفعل يحملون الميكروبات مسبقاً، وبالتالي فإنهم يشكلون خطراً، يتمثل بنـقل العدوى إلى مناطق أخرى. وقد انـتشر الطاعون في أوروبا في القرن الخامس عشر وتسبب بوفاة ربع سكانها، في حين أن الطاعون والأمراض المُعدية الأخرى كانت تـنـتشر أقل بكثير في العالم الإسلامي في تلك الأيام
.
ويبحث المؤتمر في تكوين الجنين في مراحله مختلفة، والتي وردت في القرآن الكريم بدقو ووضوح كبيرين. من جهة أخرى وفي إطار التفاعل مع قضايا المستجدة لا سيما ما يتعلق منها بالبيئة والعلوم الجيولوجية والبحرية. إذ تبرز بعض البحوث المقدمة ظاهرة الجبال الأوتاد بأشكالها ووظائفها. وقد اكتـشاف العلماء الجيولوجيون أن قشرة الأرض مصنوعة من صفائح ولوحات، وأن الجبال تعوم فوق مواد منصهرة وصخور عالية الكثافة موجودة تحت السطح. كما أن للجبال جذوراً تساعدها على العوم وتبقيها مثبتـة بصفائح ولوحات الأرض لتمنعها من الاهتزاز. وفي عام 1948، ذكر العالِم الجيولوجي فان أنغلين Van Anglen في كتابه "علم شكل الأرض" أنه من المعلوم والثابت اليوم أن هناك جذراً لكل جبل تحت قشرة الأرض
.
كما يبحث المؤتمرون في قضايا علوم الفلك والفضاء، ومسألة انقباض الصدور في السماء. إذ يشير القرآن الكريم بوضوح إلى ضيق التـنفس الذي يواجهه البشر عندما يصعدون إلى ارتـفاعات شاهقة. بينما لم يتم الإعلان عن ذلك من خلال العلوم المعاصرة إلا في العام 1648، حين أثبت باسكال Pascal أن تكوّن الأجواء المحيطة بنا وأن ضغط الهواء يتـناقص حين نرتـفع أكثر فأكثر عن سطح البحر. وجاء الاكتشاف فيما بعد بأن كثافة الهواء تـتناقص مع الارتفاع العمودي حتى يصل الهواء إلى الحد الأدنى للضغط في الطبقات الجوية العليا، قبل أن يختـفي تماماً في الفضاء الخارجي. ويستطيع الجهاز التـنفسي للإنسان أن يتكيـّف بلا مشاكل مع ارتفاعات تـتراوح بـين 10 آلاف و 25 ألف قدم فوق سطح البحر. ولكن فوق تلك الارتفاعات، فإن كمية الضغط ونقص الأكسجين في الهواء، تـتسبب بانغلاق الصدر وضيق في التـنفس. وتصبح عملية التـنفس صعبة نظراً لشحّ كمية الأكسجين، كما يخفق الجهاز التـنفسي تماماً، مما يؤدي إلى الوفاة. ولقد توفي العديد من متسلقي الجبال الشاهقة خلال السنوات الأخيرة، بعد أن تعطلت الأجهزة المساعدة على التنفس التي كانوا يصطحبونها